بلغ عدد الطرقات التي تشكّل خطرا على مستعملي الطريق في ولاية جندوبة 22 بين طرقات وطنية وأخرى جهوية ومحلّية ومسالك ريفية.
وتتراوح هذه المخاطر بين وجود انزلاقات وضيق الطريق ومنعرجات ومنحدرات خطيرة وجسور ضيقة مهدّدة بالانهيار وانجراف هياكل عدد من الطرقات وغيرها من الاشكال التي تستوجب التدخل العاجل لتأمين سلامة مستعمليها وتطبيق حزمة المعايير اللازمة لإنشاء الطرقات، وقدر حجم تكاليف إصلاح مسار هذه الطرقات وما تستوجبه من تركيز منشآت وأعمدة إضاءة وزلّاقات أمان اسمنتية وتوسعة البعض منها وإصلاح الانزلاقات بنحو 18 مليون دينار، وفق ما ورد في تقرير أعدته الإدارة الجهوية للتجهيز والإسكان في جندوبة مؤخّرا والذي جاء كاستجابة للقرارات التي اتخذتها الوزارة إثر حادث المرور المريع في منطقة « عين السنونسي » على الطريق الوطنية رقم 11 الرابطة بين عمدون وعين دراهم والذي أودى بحياة ثلاثين شابا وجرح أكثر من عشرة آخرين في غرة ديسمبر المنقضي.
وتعدّ الطريق الوطنية رقم 11 التي تعاني من وجود انزلاقات أرضية على مستوى أربع نقاط على سبيل الذكر من بين النقاط الأكثر كلفة إذ تشير التقديرات الواردة في التقرير إلى أن إصلاحها يتطلّب مبلغ مالي بقيمة 5ر2 مليون دينار.
ويتطلّب تجديد بناء جسر وهو جسر قديم وضيق بني بالحجارة نحو 3 ملايين دينار كما تتطلب الانزلاقات الأرضية التي جدت بالطريق الجهوية رقم 161 الرابطة بين بوسالم وطبرقة والمعروف بطريق « سبع مشايخ » 5ر1 مليون دينار .
ويتطلّب إصلاح المنعرج الخطير بالطريق الوطنية رقم 7 الرابطة بين طبرقة وتونس في النقطة الكيلومترية رقم 149 وهو من بين أكثر الطرقات استعمالا إلى جانب الطريق الوطنية رقم 17 نحو 400 الف دينار فضلا عن إزالة منشاة السكة الحديدية على مستوى النقطة الكيلومترية رقم 151 وتوسعة الطريق باعتمادات تقارب 600 ألف دينار وتركيز أعمدة إضاءة بالمنعرجات المتتالية والخطيرة على مستوى الطريق الحدودية طبرقة الجزائر باعتمادات تبلغ 200 ألف دينار أي ما مجموعه 2ر1 مليون دينار لإصلاح النقاط الثلاث بالطريق الوطنية رقم 7.
كما تتطلب المنعرجات والمنحدرات الخطيرة بالطريق الوطنية رقم 17 الرابطة بين جندوبة وطبرقة في مستوى المسافة الفاصلة بين النقطيتين الكيلومتريتين 12 و36 تركيز زلّاقات أمان اسمنتية نحو 800 الف دينار.
وبحسب ما ذكره المدير الجهوي للتجهيز في جندوبة عادل الحيدري فإن طرقات ولاية جندوبة مختلفة عن مثيلاتها ببقية الجهات وذلك بسبب التساقطات المطرية والثلجية وما ينتج عن ذلك من تشبع للتربة التي سرعان ما تنهار باتجاه المنحدرات، مبرزا أن الدراسات محمول عليها أن تنظر الى هذه الخصوصية في تقدير التكاليف بما يضمن إصلاحا جذريا وهو أمر ممكن وسبق أن تمّ اعتماده في معالجة عدد من الانكسارات والانزلاقات الارضية التي جدت بالطريق الوطنية رقم 17 والطريق الجهوية رقم 161 وغيرها.
وكانت هذه الطرقات قد شهدت على امتداد السنوات العشر الأخيرة حوادث قاتلة ذهب ضحيتها العشرات من المواطنين كان آخرها الحادث الذي جد في الثاني من شهر جانفي الجاري بإحدى منعرجات منطقة « الفوازعية » من معتمدية فرنانة بالطريق الوطنية رقم 17 والذي ذهب ضحيته شابان وجرح آخر وقبلها حادث الحافلة التي انقلبت بمنطقة عين السنوسي الواقعة على الطريق الوطنية رقم 11الذي جد في غرة ديسمبر المنقضي والذي ذهب ضحيته ثلاثون شابا وجرح اكثر من عشرة اخرين.
ويذكر أنّه كثيرا ما اشتكي أصحاب سيارات الأجرة وعدد هام من الوافدين ومستعملي الطريق الوطنية رقم 17 الرابطة بين جندوبة وطبرقة وكذلك الطريق الوطنية رقم 11 الرابطة بين عين دراهم وعمدون من ولاية باجة من غياب الإضاءة في المفترقات الهامة والمنعرجات الخطرة فضلا على غياب الاستراحات أو نقصها الفادح بهذه الطرقات وغيابها التام بالطريق الجهوية رقم 161 الرابطة بين مدينة بوسالم وطبرقة رغم ما تتمتع به هذه الطرقات من جمال لافت والتي بالإمكان استغلالها للتعريف بالمخزون السياحي والبيئي للجهة والتعريف بها.
(وات)