رسالة إلى العربان و الغربان.. بقلم توفيق الزعفوري

حين فكرت في كتابة هذا المقال حول النموذج التونسي المتفرد في محيطه و في المنطقة، قلت أن الامر لا يستحق التوضيح أكثر، فكل شيء واضح إلا إذا أراد الحاقدون وضع الغرابيل بينهم و بين الشمس!!! غير أن منسوب الحقد الوافد إلينا عبر تيارات جاهلية موغلة في السقوط، يجعلك ضمناً تعيد الدرس الديمقراطي أمام تلاميذك و مريديك، علّهم يدركون أن تونس الياسمين تبقى إستثناء نعتز به و نفخر..

تونس يا سادة التي لم يكن يُسمح لك فيها حتى أن تحزن إبان الحقبة النوفمبرية و أن تذرف دموع الرحمة على من رحلوا ، لم يكن مسموح فيها حتى أن تتعاطف مع الحق، تونس اليوم تحزن لفقد رئيسها و تفرح في الوقت نفسه لان أحد منجزات الثورة، يتحول إلى ثقافة و سلوك يومي، تونس اليوم تشيع رئيسها دون جيوش في الشوارع، دون فوضى ، أو إعتقالات و إيقافات ،بل العكس بكل خشوع و بكل حزن نودع أحد أكبر رجالات تونس المخضرمين ذو الصيت الواسع في المشرق والمغرب، إفتقدناه و نحن في الشواطئ، و المقاهي و الأسواق و الملاعب، إفتقدناه و نحن نستعد للإحتفال بعيد الجمهورية، فكان وداعه لحظة فارقة في تاريخ تونس، يتم فيه نقل السلطة بعد سويعات قليلة أمام كاميرات العالم في مشهد ديمقراطي تونسي مائة بالمائة ، مشهد يفيض ياسميناً و يغيض الحاسدين، و الشامتين..

بقية الدرس تأتيكم غدا بالصورة و الرمز عندما يُحمل جثمانه على أكتاف معارضيه و محبيه، الدرس يأتيكم من تونس التي يخسر فيها رئيس الدولة قضية عدلية ضد مواطن عادي!!، الدرس من تونس التي تصرخ فيها كمواطن عادي في وجه رئيسك غضباً، و تعود إلى بيتك آمنا بين عائلتك و أهلك!!!.

هاتِ لي بلدا عربيا واحداً تفكر أن تفعل فيه ما يمارسه التونسي يوميا، دون أن تعتقل أو تسجن أو ينكّل بك!!!! هذه تونس يا سادة و أكثر.. الدرس لم ينتهي، فإن عدتم، عدنا…

مقالات أخرى

Leave a Comment